بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات…

    بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات والاستثمارات.)

    Andrew-K.P.Leung_مرت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بالعديد من التقلبات والمنعطفات منذ لحظة تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

    في بداية الأمر، لم تعترف أمريكا بالنظام الشيوعي للرئيس ماو مناصرة لحزب الكومينتانغ (الحزب القومي الصيني) المهزوم والمنفي ذاتيًا في تايوان. وعند ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، استغل الرئيس نيكسون الانقسام بين الصين والاتحاد السوفيتي لجذب الصين إلى المعسكر الأمريكي من خلال الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية على أنها هي الممثل الحقيقي والوحيد للصين في الأمم المتحدة متخلياً عن تايوان.

    ونظرًا لبدء الصين في الانفتاح في عهد دنغ شياو بينغ فقد قامت الولايات المتحدة بمساعدتها في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) على أمل أن تصبح الصين في الوقت المناسب من “القوي العظمي” في النظام الليبرالي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال تلك الفترة من حكم دنغ شياو علاقات مشتركة “Engagement”.

    مع استمرار نمو الصين وزيادة قوتها وثقتها في كونها “مصنع العالم – Factory of the World” مهددة هيمنة أمريكا علي بعض الأوساط، أطلقت إدارة الرئيس أوباما إستراتيجية “المحور نحو آسيا – Pivot to Asia” بإعادة نشر حوالي 60٪ من الأصول العسكرية الأمريكية في آسيا – المحيط الهادئ من أجل بدأ قرن المحيط الهادئ لأمريكا والذي يمثل فترة مضاعفة من استراتيجية “الاحتواء- Containment” المناهضة للشيوعية والتي تتشكل في تطويق الصين عسكريًا بـ “سلسلة الجزر الأولى” المتمركزة في أوكيناوا و “سلسلة الجزر الثانية” المتمركزة في جوام.

    احتلت الصين مكانة الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم من حيث القوة الشرائية (PPP) في عام 2017. ومنذ ذلك الحين لم تخط الصين خطوة تجاه ان تصبح لبرالية بل أصبحت أكثر استبدادية في عهد الرئيس شي. وعلاوة على ذلك، لم تعد الصين مصنعًا العالم للسلع الاستهلاكية الرخيصة وفقط بل بدأت الصين تأكل حصة أمريكا في التجارة الإلكترونية والتقنيات العالية مثل ال 5 جي (5G) والذكاء الاصطناعي (AI). وتتحدي مبادرة الحزام والطريق الضخمة الخاصة بالصين الطموح الأمريكي في التفوق عالمياً.

    متأثرين بكتاب مايكل بيلسبري – ماراثون المائة عام، إستراتيجية الصين السرية لاستبدال أمريكا كقوة عظمى– اتفق الحزبين الأمريكيين حول كون الصين تشكل تهديداً لأمريكا ووصفوها بالقوة الطاغية القائمة على “ممارسات التجارة غير المشروعة”. “والعازمة على فرض أيديولوجيتها الاستبدادية على بقية العالم ومحاولة اغتصاب دور أمريكا كقائدة عالمية مما نتج عنه حقبة من المنافسة غير المحدودة بين القوى العظمى وفترة من المواجهة والمنافسة/ الصدام الشديدة التي أثارها الرئيس ترامب واندلعت في بعض النواحي في عهد الرئيس بايدن.

    لم تقم القمة التي اقيمت بين بايدن وشي عبر الانترنت بسد الهوة بين القوتين العظيمتين المتنافستين. تمت معايرة الهوة الواسعة في تقرير لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية – الصينية المكون من 539 صفحة إلى الكونجرس في 17 نوفمبر. انظر الملخص التنفيذي

    يُصوَّر الحزب الشيوعي الصيني طوال الوقت على أنه “معتنق للعدائية والإكراه” في سبيل تحقيق طموحاته العالمية. ويشمل ذلك الممارسات التجارية “الإشكالية” المزعومة، “التعنت” في بحر الصين الجنوبي، “التهديدات العسكرية” على تايوان، “انتهاكات حقوق الإنسان” في شينجيانج، “تقييد الحريات” في هونغ كونغ (فصل مستقل كامل في التقرير)، “السيطرة” على شركات القطاع الخاص، “المجمع الصناعي العسكري” في الصين وترسانتها النووية المتنامية.

    تشير المراجعة إلى عشر توصيات من أصل 32 توصية تشمل الحظر أو الفحص الصارم للكيانات ذات المصلحة المتغيرة في الصين (VIEs) والشركات التابعة لها، تعزيز قيادة المحيطين الهندي والهادئ (INDOPACOM)، تعزيز الترسانة المضادة للسفن والصواريخ الباليستية فوق تايوان، تكوين مجموعة لمراجعة نقل التكنولوجيا (TTRG) لفحص الاستثمارات الصينية الضارة أو عمليات نقل التكنولوجيا الضارة واتخاذ تدابير لحماية سلاسل التوريد الرئيسية بشكل أفضل، تشديد التقارير الخاصة بالشركات الأمريكية في الصين، وتعزيز المجموعة الكاملة للعقوبات ضد الصين بما في ذلك منتجات شينجيانج.

    تذكرنا المراجعة المشبعة بـ “التهديد الصيني” بصراع الحضارات، رائعة صمويل هنتنغتون الكبرى لعام 1996 عن صراع ما بعد الحرب الباردة. تقول المراجعة: “إن سلامة وأمن الولايات المتحدة وشركائها وأصدقائها وحلفائها على المحك في ظل هذا الصراع على الهوية والسيادة. حيث أن الحزب الشيوعي الصيني يمثل خصماً خطيراً طويل الأمد مصمماً على إنهاء الحريات الاقتصادية والسياسية التي كانت بمثابة أساس للأمن والازدهار لمليارات الناس “.

    لا ترى المراجعة ما هو أقل من صراع عالمي بين “الديمقراطية” و “الاستبداد”. وبالنسبة إلى “صقور الصين” فإن تهديدهم سيزداد مع نمو الصين لتصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول بداية عام 2030 وفقًا لوحدة المعلومات الاقتصادية.

    ومع اقتراب انتخابات منتصف العام المقبل لن يستطيع بايدن تقبل أن يُنظر إليه على أنه ضعيف في مواجهة الصين. وبغض النظر عن الخطاب اللطيف والتعاون المحدود بشأن تغير المناخ السياسي فقد بدا حريصًا على معرفة كيف يمكن أن تستمر “المعركة مميتة” ضد الصين على جميع الجبهات دون الوصول إلى حرب حقيقية. كان اجتماع الفريق بواشنطن والذي استمر لثلاث ساعات ونصف الساعة في وقت متأخر من الليل، وإعداد الغرفة، ولغة جسد بايدن بمثابة رواية يتم سردها.

    وفي نفس الوقت، فإن القمة التي أقيمت افتراضياً (عبر الانترنت) بشأن الديمقراطية وبقيادة الولايات المتحدة والمنعقدة في ديسمبر تشير إلى تحالف عالمي مقنع بقيادة الولايات المتحدة مناهض للصين حيث تم دعوة 100 من القادة الديمقراطيين وغيرهم من “الراغبين في الديمقراطية” باستثناء بعض الديمقراطيات التي تعتبر صديقة للصين. وإلى جانب المملكة المتحدة وكندا فقد ظهرت مقاطعة دبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقدر لها الحدوث في بكين. ولمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي المعاد تجميعه سياسيًا في الأول من ديسمبر عن حزمة من مشاريع البنية التحتية بقيمة 300 مليار يورو للعالم النامي (والذي اعتبرته مجلة الإيكونوميست مجرد “هراء”).

    وفي خضم المنافسة المحتدمة بين الغرب والصين فإن نقطة الوميض الواضحة هي تايوان والتي تعد “الخط الأحمر” الأكبر بالنسبة لبكين.

    في الجمعية العمومية السادسة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي اختتمت للتو، أكد الرئيس شي الهدف الوطني المتمثل في أن تصبح الصين “دولة اشتراكية قوية، ديمقراطية، متحضرة، متناغمة وحديثة” بحلول عام 2049 -الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية- وأوضح أن حلم الصين لن يكتمل بدون توحدها مع تايوان بالطرق السلمية إن أمكن ذلك.

    ومع أخذ ترسانة الصين النووية الموسعة وقدرات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الاعتبار، تتخوف المراجعة من الإجراءات المتسارعة المحتملة التي تتخذها بكين لاستعادة تايوان على الرغم من الشهادة الأخيرة التي أدلى بها رئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي أمام الكونغرس بأن الصين تفتقر إلى القدرة الكاملة (أو الثقة المطلقة) للتغلب على تايوان بالقوة قبل عام 2027.

    وعلي الرغم من أن التهديد الصيني المهيمن يعد أمراً مفهوماً إلا أنه يحتاج إلى تقييم أكثر اتزاناً.

    أولاً، كما تشير المراجعة، تواجه الصين مجموعة من المشاكل الهيكلية والتي تشمل الديون المتزايدة، افتقارها للمساواة في الدخل، الانحدار الديموغرافي، الاعتماد التكنولوجي على الولايات المتحدة والديمقراطيات المتقدمة الأخرى بالإضافة إلى العداء المتزايد من المجتمع الدولي. إن تقدم الصين في نهاية المطاف ليس مضمونا بأي حال من الأحوال.

    ثانيًا، ستواجه بكين احتمالات شبه مستحيلة إذا حاولت استعادة تايوان بالقوة. ففي كتاب صادر عن جامعة كورنيل عام 2018 بعنوان “منقطعة النظير -لماذا ستبقى أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم-” أشار مايكل بيكلي الزميل في برنامج الأمن الدولي بجامعة هارفارد إلى أن 10٪ فقط من سواحل تايوان معرضة للغزو البرمائي والذي لا يزال يعد من أصعب أنواع الغزو في تاريخ الحرب. فبفضل الفاصل المائي يمكن للجيوش التايوانية ذات الدفاعات الجوية والصاروخية أن تتفوق بسهولة على الغزاة أثناء نزولهم/ رسوهم ناهيك عن التدخلات البحرية، الغواصات، التدخلات الجوية والصواريخ الباليستية الأمريكية.

    هذا التقييم قد يكون السبب في تشجيع كل من إدارة ترامب وبايدن على المواصلة في تخطي الحدود باستخدام إستراتيجية “تقطيع السلامي” لدفع تايوان نحو الاستقلال الكامل مع ادعاء دعم “سياسة الصين الواحدة”. وبناء على ذلك فإن تايوان تعد كحاملة طائرات غير قابلة للإغراق مضادة لبكين.

    لكن على الرغم من ذلك فبامتلاك أكبر قوة بحرية في العالم وأسلحة من دخول المنطقة/ منع الوصول ذات القدرات المحسّنة (A2 / AD) وأحدث الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن القدرات العسكرية الحالية للصين بعيدة كل البعد عن عام 2018. وإضافة لكل ذلك فقد ربح جيش التحرير الشعبي (PLA) معارك ذات صعوبات بالغة مثل الحرب الكورية ضد أمريكا. لذا فإن مخاوف المراجعة في محلها. لكن الرئيس شي قد أكد مرارًا وتكرارًا على أن للصين صبرًا استراتيجيًا ومن غير المرجح أن تقوم بكين بالغزو دون تحفيز/استفزاز ناهيك عن المخاطرة بنشوب صراع نووي من شئنه عرقلة حلم الصين.

    ثالثًا، كما يقول بيكلي فإن أمريكا تمتلك ثروة غير مسبوقة تتمثل في: نصيب مرتفع للفرد من دخل الناتج المحلي، الجغرافيا الفريدة، وفرة الموارد الطبيعية، التركيبة السكانية الإيجابية، الإنتاجية المتقدمة، التفوق العسكري ورفاهية الدولار. وعلى الرغم من أنها لم تعد قادرة على اتخاذ كل القرارات إلا أن الولايات المتحدة ستظل متفوّقة وأكثر ثراءً من الصين خلال الخمسين عامًا القادمة أو أكثر. انقر هنا

    رابعًا، فإن دور الحزب الشيوعي الصيني هو جزء لا يتجزأ من النموذج الصيني الذي تقوده الدولة. والذي قد يبدوا لعنة بالنسبة للنموذج الديمقراطي للغرب لكنه أثبت شرعيته من خلال التغيير المعجز في حياة الشعب الصيني والذي يمثل خُمس عدد البشر. ويزيد عدد داعمي الحزب عن 95٪ وهو أعلى المعدلات في العالم وفقًا للدراسة التي أجرتها مدرسة هارفارد كينيدي في يوليو 2020. وبذلك فإنه يستحق أن يعامل على الأقل على قدم المساواة.

    خامساً، فإن حرص الصين الملحوظ بعدة طرق علي بحر الصين الجنوبي هو حماية ممرات الاتصالات البحرية من تطويق الولايات المتحدة لسلسلة الجزر الأولى والثانية. التجاوزات الملحوظة بشأن شينجيانغ هي ردود فعل قسرية لتفشي الإرهاب العرقي والانفصالية وكانت الإجراءات الأخيرة بشأن هونغ كونغ تهدف إلى تفادي تصاعد النزعة الانفصالية التخريبية، اما تلك الإجراءات المتخذة بشأن تايوان فهي ضد المحاولات المتعمدة لاختبار صبر بكين. يبدو أن رئيسة لجنة المراجعة كارولين بارثولوميو ليست عادلة تمامًا في إلقائها اللوم على الصين لوضعها عبء تحسين العلاقات على الجانب الآخر. انقر هنا

    كشفت الجمعية العمومية السادسة لـلحزب الشيوعي الصيني (CCP) الحجاب عن المخطط الجديد لـلنسخة الثالثة من جمهورية الصين الشعبية (PRC 3.0) بقيادة الرئيس شي كمصمم لهاذ المخطط بهدف تحقيق “أمة اشتراكية حديثة” بحلول عام 2035، أمة أكثر ابتكارًا واعتمادًا على الذات، أكثر عدلاً وأكثر خضرة، أكثر انفتاحًا على العالم ومدعومة بمفهوم التنمية الجديد، استراتيجية التداول المزدوج، الازدهار الشامل، والخطة الخمسية الرابعة عشر.

    للوصول للحل المناسب لكلا البلدين للتوافق، اقترح الرئيس شي على الرئيس بايدن نهجًا ثلاثي الأبعاد: الاحترام المتبادل والتعايش والسعي إلى نتيجة مربحة للجانبين.

    ومع الأيديولوجيات المتعارضة تمامًا، تشير الهوة العميقة بين الصين الصاعدة والغرب إلى نقص خطير في التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة. ويبدو أن كل جانب غير قادر على وضع نفسه في مكان الآخر قبل أن يلجأ إلى قرارات أو خطابات متهورة. وللتغلب على الانقسام، يجب على الجانبين بناء المزيد من الجسور بدلاً من تدميرها بالعقلية الصدامية المتطرفة. فبعد كل شيء لم يسفر اذلك الصدام عن أي نتيجة ذات مغزى بل قام بدفع كلا الجانبين إلى حافة الهاوية.

    من أمثلة بناء الثقة المتبادلة: تطوير لقاحات الأوبئة والبحث والاختبار والإنتاج والتوزيع، الشبكات الذكية للطاقة المتجددة والتي تشمل طاقة الهيدروجين المستقبلية، نشر التقنيات الأمريكية لاستغلال احتياطيات الصين من الغاز الصخري الضخمة والذي يواجه تحديات جيولوجية، نشر دوريات بحرية مشتركة في المياه غير المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، الشراكة في مشاريع مختارة من مبادرة الحزام والطريق مع مدخلات أمريكية في التقنيات والتمويل والمسؤولية الاجتماعية للشركات، مهمات فضائية تعاونية مع محطة الفضاء تيانغونغ الوليدة على غرار التعاون الفضائي مع الاتحاد السوفييتي السابق، التبادل الأكاديمي والعلمي والثقافي والأثري، والمزيد من الإنتاج المشترك لأفلام الصين وهوليوود وتوزيعها.

    ويمكن تسمية هذه المبادرات التعاونية “إعادة بناء العلاقات البناءة” لأنها يمكن أن تساعد بفعالية في توجيه سلوك الصين نحو الأفضل مع الحفاظ على المنافسة الأمريكية القصوى في المجالات الرئيسية.

    في المنتدى بلومبيرج الجديد للاقتصاد في سنغافورة في ال 17 من نوفمبر خلال محادثة بالفيديو، حذر الدكتور هنري كيسنجر من أنه على الرغم من أن القمة الافتراضية (عبر الانترنت) بين بايدن وشي كانت بداية جيدة إلا أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين انتقلت من “سفوح الحرب الباردة” إلى “حافة هاوية تعتمد على الاتجاه الذي سيتم اختياره.” يحتاج كلا الجانبين إلى السعي إلى التعايش فهو ليس مجرد رغبة ملحة بل ضرورة حتمية.

    من الأشياء المفيدة والارشادية أنه خلال الحرب الباردة تبنت إدارة جونسون خطة خروتشوف لما بعد ستالين للتعايش السلمي من خلال حملة مشتركة للتخلص من عدوى الجدري، كما يسلط فريد زكريا الضوء في كتابه الصادر عام 2021 بعنوان “عشرة دروس لعالم ما بعد الجائحة” (ص: 241)

    بعد الاضطرابات في ميدان تيانانمين عام 1989مباشرة تمت دعوتي لزيارة الولايات المتحدة في صيف عام 1990 لتبادل الأفكار حول مستقبل الصين بصفتي “زائرًا دوليًا” تحت رعاية وزارة الخارجية الأمريكية. تشرفت بالتحدث مع كبار قادة الشركات في فورتشين 50 (Fortune 50) بما في ذلك اللقاء الفردي مع ستيف فوربس. كنت متفائلًا إلى حد ما بشأن مستقبل الصين في ذلك الوقت. إلا أنني الآن أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبل الصين وقدرتها على إدارة منافسة القوي العظمى مع الولايات المتحدة. ومع ذلك فأنا مدرك إمكانية حدوث مفاجئات كارثية ومؤلمة.

    يمكن التوصل إلى نتائج محمودة إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التحول من الحالة “الصدامية الشديدة” إلى “إعادة تكوين العلاقات البناءة”.

    بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات والاستثمارات.)

    (الآراء الموضحة في هذا المقال هي وجهة نظر المؤلف فقط ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر World Geostrategic Insights).

    شاركها.