تداعيات أوكرانيا على تايوان: هل تستغل بكين الوضع في أوكرانيا كورقة لغزو تايوان؟ ليس في قريباً، لكن لا تراهن على حظك!

    قلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات والاستثمارات.)

    Andrew-K.P.Leung_مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، تتنبأ بعض التكهنات بأن بكين قد تتبع نهج روسيا وتقوم بغزو تايوان لتسوية مسألة التوحيد مرة واحدة وللأبد معتمدةً على تخوف أمريكا من احتمال اندلاع حرب نووية.

    لكن وللآن، لم تفعل بكين سوا تحذير الدول الأخرى

    من التدخل في قضية تايوان التي ستظل من الشؤون السيادية للصين بشكل الكامل.

    وبينما ينشغل المحللون في تقييم هذه المخاطر. فقلة قليلة منهم التي تتفهم مدي التعقيد التي ينطوي عليه الأمر.

    وفي نفس الوقت، تواصل الولايات المتحدة دفع سياستها مع الصين إلى نقطة الانفجار ذلك بانتشار اشاعات عن زيارة من قبل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان وهي ثالث أهم منصب بعد منصب الرئيس.

    تاريخ ومكانة تايوان

    استقر الشعب الصيني منذ أواخر القرن الثالث عشر وبشكل تدريجي في الجزيرة التي احتلها لاحقاً الهولنديون في القرن السابع عشر. وبعد ذلك تدفق مهاجري الهاكا من مقاطعتي فوجيان وغوانج دونغ.

    في عام 1661 هزم كوكسينجا (Zheng Chenggong 郑成功) -أحد الموالين لسلالة مينج الذين فروا من حكم أسرة تشينج في البر الرئيسي- الهولنديين وأنشأ مملكة تونجنينج (東寧王國). في عام 1683 قامت أسرة تشينغ بالقضاء على جميع قواته وقامت إمبراطورية تشينغ بالاستحواذ على تايوان بالكامل.

    بعد الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895 تنازلت أسرة تشينغ عن الجزيرة بالإضافة لجزيرة بسكادورز/ بينجو إلى الإمبراطورية اليابانية.

    بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 قامت الحكومة القومية لجمهورية الصين (ROC) بقيادة حزب الكومينتانج (KMT) بالسيطرة على تايوان من اليابانيين.

    في عام 1949 وبعد هزيمة الرئيس الشيوعي ماو في الحرب الأهلية الصينية، قامت حكومة جمهورية الصين بقيادة حزب الكومينتانج بالانسحاب إلى تايوان بينما احتفظت جمهورية الصين بمقعدها في الأمم المتحدة باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين.

    في عام 1971 ومحاولةً من أمريكا لاستقطاب بكين إلى جانبها في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي (USSR)، قام الرئيس نيكسون بإرسال وزير خارجيته هنري كيسنجر في اجتماع سري مع الرئيس ماو وبعد ذلك صوتت الأمم المتحدة للاعتراف بجمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة التمثيلية الشرعية الوحيدة للصين وتخلت عن تايوان كعضو.

    وقد شكل هذا منذ ذلك الحين أساس “سياسة الصين الواحدة” التي التزمت بها الولايات المتحدة.

    لكن على الرغم من ذلك فقد قام الرئيس جيمي كارتر عام 1979 بتوقيع قانون العلاقات مع تايوان ذاك الذي سيمد تايوان بأسلحة دفاعية، لكنه يترك سؤالاُ دون إجابة، هل ستدافع الولايات المتحدة عسكرياً وبشكل مباشر عن تايوان؟

    المشهد الحالي

    تحظي تايوان بالحكم المستقل عن الصين منذ عام 1949 لكن بكين لم تتقوف عن اعتبار الجزيرة جزءًا من أراضيها وهو ما تدعمه الأمة الصينية بأكملها. حيث يعارض كل شخص تقريبًا في البر الرئيسي فكرة استقلال تايوان ويؤيدون التوحيد النهائي ويفضلون أن يكون ذلك سلميًا فرغم كل شيء فإن أولئك على البر الرئيسي ينظرون إلى سكان الجزيرة كأهل وأقارب.

    تعهدت بكين في نهاية المطاف بـ “توحيد” تايوان مع البر الرئيسي بشكل سلمي أو باستخدام القوة إذا لزم الأمر وتم تحديد الموعد النهائي لذلك في عام 2049 وهو الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وهذا جزء لا يتجزأ من حلم بكين للنهضة الوطنية في الصين.

    علي الجانب الآخر في تايوان فالديناميكيات التي تدور هناك تختلف تمامًا حيث تم استبدال الجيل الأكبر سناً والذي تربطه روابط عائلية وثيقة مع سكان البر الرئيسي بأجيال جديدة لديها تقارب أو تعاطف أقل تجاه نظام جمهورية الصين الشعبية. وعلاوة على ذلك فهناك العديد من التايوانيين الأصليين الذين لم تطأ أقدامهم البر الرئيسي قط. وقد فشل الترويج الأولي لبكين لنظام الدولة الواحدة ذات النظامين “One Country Two Systems” في هونج كونج بشكل مذهل في إقناع التايوانيين. لذا فإن الغالبية العظمى من سكان تايوان تعارض فكرة التوحيد. وفي حالة فشل الاستقلال، يفضل معظمهم الوضع الراهن.

    في استطلاع أجرته مؤسسة الرأي العام التايوانية في يونيو 2020، قام 54٪ من المستطلعين بتأييد الاستقلال الشرعي لتايوان، فضل 23.4٪ الحفاظ على الوضع الراهن، فضل 12.5٪ الوحدة مع الصين بينما لم يكون ما يقرب من ال 10٪ أي وجهة نظر بشأن هذه المسألة.

    وهذا يعكس حقيقة أن 40٪ من صادرات تايوان تأتي من البر الرئيسي حيث يعيش ويعمل حوالي مليون رجل أعمال تايواني مع عائلاتهم. وبينما لا يدعم هؤلاء فكرة التوحيد إلا أنهم لا يريدون إفساد عربة التسوق.

    لكن منذ أن بدأت الولايات المتحدة منافسة القوى العظمى الحادة مع الصين، بدأت تايوان في التفكير في ديناميكية جديدة. تعد شركة (Taiwan Semiconductor Manufacturing Company-TSMC) هي الشركة الوحيدة في العالم القادرة على صنع أكثر رقائق أشباه الموصلات دقة وتقدمًا في العالم (دقة 3 نانومتر) بجانب ASML الهولندية وهي أيضاً المورد الوحيد لآلات الطباعة الحجرية فوق البنفسجية (EUV) في العالم. وتقع TSMC في القبضة التي فرضتها الولايات المتحدة على صناعات أشباه موصلات البيانات الضخمة والجيل الخامس الآخذة في الارتفاع بسرعة في الصين والتي تميزت بها شركة Huawei والتي تم حظرها من الوصول إلى التقنيات الغربية المتطورة.

    هل تطمح بكين لصيد عصفورين بحجر واحد بغزوها لتايوان؟

    كثفت بكين ضغوطها السياسية والعسكرية على تايبيه. واستنكر الرئيس التايواني تساي إنغ وين -والذي يدعم برنامجه الحزبي فكرة الاستقلال- مثل هذه الضغوط باعتبارها تقويضاً لديمقراطية الجزيرة.

    في الولايات المتحدة، يؤكد الإجماع بين حزبيها على أن الصين هي أكبر تهديد وجودي للنظام الليبرالي الحالي الذي تقوده أمريكا. ويتم استخدام تايوان بشكل متزايد كبيدق لإثارة غضب بكين تحت سياسة “الغموض الاستراتيجي” بينما يتم التلاعب بالكلام للإبقاء على “مبدأ الصين الواحدة”.

    ومع ذلك ففي جلسة الاستماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في 7 أبريل 2022، اقترح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي أن أفضل دفاع عن تايوان سيكون من قبل التايوانيين أنفسهم مع التأكيد على أن أفضل وسيلة ردع هي تسليح تايوان بشكل كافٍ. من أجل “التأكد من أن الصينيين يعرفون أنه هدف صعب للغاية”. يبدو هذا مثل كتاب الترنيمة الأمريكي عن أوكرانيا. (1)

    كانت الولايات المتحدة تقوم ببيع الأسلحة لتايوان لعقود، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت توفر معدات عسكرية أكثر تقدمًا للجزيرة بما في ذلك نظام دفاع صاروخي باتريوت بقيمة 100 مليون دولار في فبراير 2022. تمت أيضاً الموافقة على بيع 66 مقاتلة من طراز F-16 في أغسطس 2019 بموجب صفقة بقيمة 8 مليارات دولار أمريكي تكتمل بحلول عام 2026. وتضع عملية البيع هذه تايوان على المسار الصحيح لإدخال واحد من أكبر أساطيل طائرات F-16 في آسيا وبذلك يصل العدد الإجمالي لطائرات ال F-16 في الجزيرة بالإضافة إلى الإصدارات الأقد إلى أكثر من 200.

    في حين أن الصين وللآن لا تبدو قد نظمت أي مناورات ملموسة للسيطرة على تايوان بالقوة. بينما وبفضل النفوذ الاقتصادي الضخم للصين، تراجع عدد الدول التي تربطها علاقات رسمية مع تايوان على مر السنين. حيث انخفض عدد الدول من 22 إلى 14 منذ تولى الرئيس تساي منصبه في مايو 2016. قطعت نيكاراغوا، دول جزر المحيط الهادئ في كيريباتي وجزر سولومان العلاقات مع تايوان منذ عام 2019. وقال نائب وزير الخارجية الصيني لو يوتشنغ “إنها مسألة وقت” قبل أن تفقد تايوان جميع حلفائها الدبلوماسيين.

    هل تقدر الصين على انتزاع تايوان بالقوة؟

    أوضح مايكل بيكلي -زميل برنامج الأمن الدولي في كلية هارفارد كينيدي- في كتابه، منقطع النظير؛ لماذا ستبقى أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم (مطبعة جامعة كورنيل، 2018)- أن الصين لا تزال تفتقر إلى القوة العسكرية لغزو تايوان نظراً لعرض مضيق تايوان البالغ 180 كيلومترًا مشيراً إلى دراسة أجراها مايكل أوهانلون -زميل أول في الدفاع والسياسة الخارجية في معهد بروكينغز- عام 2000 عن “لماذا لا تستطيع الصين غزو تايوان” حيث يوضح مايكل أن 10٪ فقط من الساحل التايواني قابل للغزو البرمائي والذي يعد في حد ذاته أحد أصعب العمليات العسكرية. ووفقًا لدراسة O’Hanlon، لا تمتلك الصين حتى الآن ما يكفي من الموارد سريعة الانتشار مثل ناقلات الجنود الجوية لتسيطر على الدفاع التايواني في وقت كافٍ حتى في غياب تدخلات الولايات المتحدة وحلفائها بالأسلحة الجوية والصواريخ والتدخلات البحرية الأخرى.

    في شهادة أمام لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ بشأن ميزانية العام المالي 2022 لوزارة الدفاع في 17 يونيو 2021، أوضح الجنرال مارك ميلي بأن الصين تفتقر إلى القدرة الكاملة لغزو واحتلال تايوان وحتى عام 2027 ولا يبدو أنها تنوي القيام بذلك في وقت قريب.

    وعلي الرغم من ذلك، يفترض تقرير مركز بيلفر لجامعة هارفارد كينيدي في ال 16 من ديسمبر 2021 بقلم جراهام أليسون وآخرون، أن عصر التفوق العسكري الأمريكي قد انتهى الآن مع بدأ منافسة الصين وروسيا في كل مجال – الجوي، البري، البحري، الفضاء والامن السيبراني. وبالأخص الصين التي لديها القدرة على جعل قضية تايوان أمراً واقعاً قبل أن تقوم واشنطن باتخاذ قرار كيفية الرد.

    وهذه الفرضية لا تخلوا من أساس تستند عليه لأن الصين تمتلك الآن صواريخ متوسطة المدى عالية الدقة تفوق سرعة الصوت للقضاء على الطائرات، أنظمة قصف مداري قادرة على تفادي الدفاعات الصاروخية الأمريكية عن طريق إطلاق رؤوس حربية متعددة قابلة للرصد بينما تدور في الأفق وفي أي اتجاه، مجموعة من الأصول العسكرية (A2 / AD) التي تشمل طائرات بدون طيار تستطيع الغوص تحت الماء والألغام البحرية القابلة للرصد، ناهيك عن سفن الصيد المدنية الضخمة ثنائية الغرض التي يمكن نشرها لسد طريق الوصول البحري.

    القدرة لا تبرر المغامرة

    فحتى لو كانت الصين قادرة بشكل كامل على غزو تايوان، فهناك مخاطر إذا أدت تلك المغامرة إلى نتائج عكسية وهو أمر مرجح للغاية.

    أولاً، فإن أكثر سكان تايوان البالغ عددهم 24 مليون نسمة يعارضون فكرة التوحيد، ناهيك عن معارضة فعل ذلك بالقوة. ومثل الأوكرانيين، فإنهم يعتزون بأسلوب حياتهم الديموقراطي. ويدعم الكثيرون الاستقلال وسيقاتلون للحفاظ على الوضع الراهن. وبصرف النظر عن كونها مسلحة حتى النخاع، فهناك مؤشرات على أن السلطات التايوانية قد شرعت في بناء متاهة من الأنفاق الدفاعية المتصلة. وهي فكرة تدعي بالقنفذ ومن شأن هذه الفكرة على الأقل أن تقلل احتمالية/ تماطل أي محاولة لفرض أمر واقع على تايوان.

    ثانيًا، فإن أي خسارة في القوة من شأنه أن يسهل المناورات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها عن طريق الجو والبحر، حتى وان كانوا يتجنبون القتال المباشر. فهذا قد يقلل من فرص النجاح السريع.

    ثالثًا، فإن المغامرة العسكرية التي تقدم عليها الصين ستشعل ناراً من الإدانة الغربية الفورية وفرض العقوبات مما سيأثر على اقتصاد الصين ومعيشة الناس ويسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه لصورة الصين العالمية الممزقة بالفعل بعد شيطنة الولايات المتحدة. وهذا يمثل لعنة للحلم الصيني في الغدو قوة عظمى تحظى باحترام العالم.

    رابعًا، إذا فشلت الصين أو حدثت حالة جمود طويلة الأمد فسيكون لذلك عواقب لا تُحصى حيث سيهدد بانهيار دعم الحزب الشيوعي وما يترتب على ذلك من استقرار وطني.

    خامساً، فكما قال صن تزو؛ الانتصار الأفضل هو الذي تناله بدون قتال. والوقت لا يزال في صالح الصين. هناك طرق لا تعد ولا تحصى لإقناع تايوان والضغط عليها للدخول في مفاوضات من أجل حل سلمي بجدول زمني معقول بالإضافة إلى معالم يمكن التحقق منها

    إن اختبار صبر بكين يهدد بإيصال أمريكا إلى الهاوية

    فبغض النظر عن المغامرة، فإن الأمة الصينية بأكملها تدعم فكرة التوحيد. فقد جعله الرئيس شي عقيدة أساسية في حلم الصين حيث أصدرت بكين منذ عام 2005 قانونًا مناهضًا للخلافة يفرض التدخل العسكري ضد استقلال تايوان. أعيد تنظيم الأصول العسكرية للأمة بما في ذلك الأفراد والتسليح ومئات الصواريخ استعدادًا لهذا الاحتمال. وعندما يتم دفع بكين إلى حافة الهاوية فليس من الصعب علينا أن نخمن ما ستفعله.

    واضافة لذلك، فبمجرد تفعيل التدخل العسكري، فلا يمكن لبكين ببساطة أن تخسر، كما وضحنا سابقاً. فعندما توضع في الزاوية، من المرجح أن تصعد بكين الأمر وتخاطر بعواقب غير مقصودة في دوامة أمنية نحو الحرب النووية.

    من ناحية أخرى، فإذا انتصرت الصين، فإن كل الرهانات الأمريكية ستنتهي مما يؤدي لنهاية الهيمنة الأمريكية على بحر الصين الجنوبي إن لم يكن في آسيا والمحيط الهادئ بأكمله.

    لذا فإن ذلك يضعنا أمام السؤال عن سبب استمرار الولايات المتحدة في اختبار صبر بكين من خلال مضاعفة جهودها لتعزيز مكانة تايوان الدولية كما لو كانت دولة بحكم الأمر الواقع. وتشمل التصرفات الغريبة لأمريكا حشد الدعم لدور تايوان في مؤسسات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية وحث المزيد والمزيد من كبار المسؤولين الأمريكيين لزيارة تايوان كما في حالة زيارة نانسي بيلوسي.

    الطريقة الأفضل للانخراط مع الصين دون إشعال معركة ضد تايوان

    كما وضح مايكل بيكلي في كتاب “منقطع النظير” (انظر سابقاً)، فإن تفوق أمريكا سيدوم لأكثر مما يُعتقد البعض، حتى وان بدأ ذلك في التناقص. حيث لا تمتلك الصين المزايا المتأصلة في أمريكا: مثل الجغرافية الفريدة التي يفصل بينها محيطان، وفرة المياه والموارد الطبيعية الأخرى، التركيبة السكانية الأصغر والأكثر إنتاجية، التطور العسكري، الجاهزية والانتشار العالمي الذي يضم 587 قاعدة في جميع أنحاء العالم، شبكة عالمية من الحلفاء والأصدقاء، سوق استهلاكية ناضجة، العديد من الجامعات الرائدة، ثقافة جذابة وبالإضافة إلى الدولار الذي لا يزال مهيمنا.

    وعلى عكس خطاب مايكل بيلسبري في “ماراثون المائة عام: استراتيجية الصين السرية لاستبدال أمريكا كقوة عظمى عالمية” (نيويورك، 2015)، فإن مسار الصين هو نتيجة طبيعية لسعيها للاعتراف بها على طاولة القمة بين القوي العظمي الأخرى للعالم. إن بكين غير قادرة وغير راغبة في تكرار مسؤوليات أمريكا العالمية.

    هناك العديد من الطرق الأخرى البعيدة عن اشعال الحرب للتنافس مع الصين والتأثير عليها، مثل تغير المناخ، إيران، كوريا الشمالية، مكافحة الإرهاب، حفظ السلام في الأمم المتحدة، حوكمة الشركات في مشاريع الحزام والطريق، واستكشاف الفضاء (كما هو الحال مع الاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة القديمة).

    لكن لا فائدة للولايات المتحدة من استفزاز بكين لغزو تايوان ما لم تكن أمريكا مستعدة للدفاع عن الجزيرة بشكل مباشر وكامل، حيث سيعرضها ذلك لخطر كارثة نووية.

    على أي حال، فإن اشعال عود كبريت وتقريبه من برميل بارود أكثر فأكثر فقط لمعرفة ما قد يحدث لا يبدو استراتيجية ذكية على الاطلاق.

    1 – هل ستقوم الولايات المتحدة بإنقاذ تايوان حقًا إذا تعرضت لهجوم الصين؟ South China Morning Post، 11 أبريل 2022، هل ستقوم الولايات المتحدة بإنقاذ تايوان حقًا إذا تعرضت لهجوم الصين؟ | South China Morning Post (scmp.com) (تم زيارته في ال من 11 أبريل 2022)

    بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات والاستثمارات.)

    (الآراء الموضحة في هذا المقال هي وجهة نظر المؤلف فقط ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر World Geostrategic Insights).

    شاركها.