بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات…

    بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات والاستثمارات.)

    Andrew-K.P.Leung_احتفل الحزب الشيوعي الصيني (CCP) مؤخرًا بالذكرى السنوية المئة لتأسيسه وسط ضجة كبيرة. ولفهم “ماراثون المائة عام” الخاص بالحزب، سيتوجب علينا سرد قصة انتهاء ألفية الحكم الإمبراطوري للصين، وانهياره مع بنهاية أسرة تشينغ (1636-1912).

    قرن من الذل

    وفقًا لـكتاب “ملامح الاقتصاد العالمي 1-2030 بعد الميلاد” لكاتبة البروفيسور الراحل أنجوس ماديسون، (مطبعة جامعة أكسفورد، 2007)، كانت الصين تشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد العالمي وظلت واحدة من أقوى ممالك العالم لعدة أسر متعاقبة: أسرة هان (206 ق.م – 200 م) – 26٪؛ أسرة تانغ (618-907 م) – 58٪؛ أسرة سونغ (906-1279 م) – ما يصل إلى 80٪ في أوج قوتها؛ أسرة يوان (1271-1368 م) – 30-35٪؛ أسرة مينج (1368 – 1644 م) 45-55٪؛ أسرة تشينغ (1644-1912 م) 35٪. لكنها تراجعت مؤخراً إلى 10٪.

    لى الرغم من ماضيها العريق، فقد اتسمت نهاية عهد أسرة تشينغ بفساد النظام عديم الكفاءة والتخلف التكنولوجي، والغطرسة المميتة وتجاهل ثورة الغرب الصناعية، والتقدم التكنولوجي والعسكري، والسعي لإقامة مستعمرات وأسواق.

    سرعان ما دفعت الصين ثمنًا باهظًا ومخزيًا، شمل حرب الأفيون الأولى والثانية (1839-1842) (1856-1860)، وحرب اليابان الأولى (1894-95)، وغزو “تحالف الأمم الثمانية” (1900) (ألمانيا، اليابان، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، إيطاليا، والامبراطورية النمساوية المجرية)، ونهب وتدمير قصر تشينغ الإمبراطوري الصيفي (“يوان مينغ يوان”)، والتنازل عن الأراضي، و “الامتيازات” الخاضعة للولاية القضائية الأجنبية، وتعويضات حروب ضخمة للمنتصرين الأجانب.

    نشأة الحزب

    بعد الإطاحة بأسرة تشينغ عام 1912 قام أمراء الحرب الوطنيين (الكومينتانغ) بتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ لتحقيق مكاسبهم الشخصية.

    في عام 1917، انضمت الصين للحرب العالمية الأولى لدعم الحلفاء بإرسالها 140 ألف عامل صيني إلى الجبهة الغربية. علي الرغم من ذلك، فقد حدث تجاهل صارخ لمطالب الصين ومنحت معاهدة فرساي لعام 1919 التي يهيمن عليها الغرب حقوق الاحتلال الألماني في مقاطعة شاندونغ الصينية لليابان.

    أدى إدراك مدى ضعف الصين وتفككها وهشاشتها إلى اندلاع احتجاجات طلابية ثقافية وسياسية ضخمه ومناهضة للإمبريالية في بكين في 4 مايو 1919. وسرعان ما تطورت الاحتجاجات لتكون حركة الرابع من مايو الوطنية التي طالبت بإصلاحات جذرية لنجاة الأمة.

    كان لهذا الحدث صدى واسعا خاصة مع صعود الماركسية المناهضة للإمبريالية، والتي ناصرتها الشيوعية الدولية في ظل الاتحاد السوفياتي الناشئ. وبمساعدة من هذا الأخير، تأسس الحزب الشيوعي الصيني في 23 يوليو 1921 مكونا من 50-60 عضوًا.

    مسيرة طويلة من أجل البقاء

    رأى الحزب الشيوعي الصيني الناشئ أنه من المناسب العمل مع الحزب الوطني شديد الفساد لهزيمة أمراء الحرب في الشمال أولاً. مع انقسام قيادة حزب الكومينتانغ في عام 1927، أطلق شيانغ كاي شيك -المنزعج من الدعم الشعبي المتزايد للحزب الشيوعي الصيني- حملة لقتل الشيوعيين أعقبتها حرب أهلية واسعة بين عامي 1930-1934، وكان الحزب الشيوعي الصيني حينها بقيادة ماو تسي تونغ.

    في مواجهة قوات الكومينتانغ الهائلة التي يبلغ تعدادها 700000 جندي في معركة حاسمة، قرر ماو الخروج من الحصار للشروع في مسيرة طويلة في 16 أكتوبر 1934 إلى مدينة يانان إقليم شنشي، وهي وجهة جبلية نائية، للتعافي. وفقًا لبعض التقديرات، امتدت الرحلة -التي تمت تحت غطاء الظلام- إلى 12500 كيلومتر عبر 24 نهرًا و18 سلسلة جبلية العديد منها مغطى بالثلوج.

    تسبب الكمين الكارثي الذي نصبة القوميون بالقرب من نهر هسيانج للشيوعيين في مقتل 50000 شخص، مما كلفهم نصف قوتهم. أدت المعاناة من الجوع والقصف الجوي والاشتباكات شبه اليومية مع القوات الوطنية إلى انقسام المسيرة تكتيكياً إلى عدة اتجاهات. وصلت المسيرة إلى مدينة يانان في 19 أكتوبر 1935، مع أقل من 7000 جندي من أصل 100000 من الذين بدأوا المسيرة.

    الانتصار في الحرب ضد اليابانيين

    كانت الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945) غزوًا يابانيًا واسعاً، حيث سعت اليابان للهيمنة على الصين كجزء من خطتها لتوسيع تقدمها في المحيط الهادئ أثناء الحرب العالمية الثانية.

    قرر الوطنيون والشيوعيون القتال معًا ضد اليابانيين من خلال “الجبهة المتحدة الثانية”. بمساعدة أمريكا، ورغم كون الوطنيون أكثر تجهيزًا وإمدادًا، كان الشيوعيون مدعومين من غالبية الشعب الصيني الذي كان يعاني في الريف الشاسع.

    ي مواجهة آلات الحرب المتفوقة من اليابان، تكبد جيش الكومينتانغ -الذي كان يعاني من صراعات داخلية – خسائر فادحة. ومع ذلك، وقع اليابانيون في مستنقع عميق من حروب الكر والفر مع رجال حرب العصابات الشيوعيين وجيوشهم النظامية. خاض كل من حزب الكومينتانغ والشيوعيون معارك ضخمة وجهاً لوجه ضد اليابانيين، انطوت على الكثير من الوحشية وإراقة الدماء.

    ادي هجوم اليابان على بيرل هاربور إلى بدأ العد التنازلي لنهاية الغزو اليابان للصين. فمع ضعف الرايخ الثالث “الحزب النازي” وقرب نهاية الحرب العالمية الثانية، أُسدل الستار بغزو روسيا لمنشوريا التي تسيطر عليها اليابان وإلقاء الولايات المتحدة قنابلها الذرية على هيروشيما وناغازاكي.

    تأسيس جمهورية الصين الشعبية

    بصفته نصيرًا للفقراء والمحرومين، نما الحزب الشيوعي الصيني بقوة. ومع انتهاء الحرب، نما الجيش الأحمر إلى أكثر من 1.3 مليون عضو بميليشيا منفصلة تضم أكثر من 2.6 مليون.

    استؤنفت أخيرًا الحرب الأهلية بين الحزبين والتي أطلق عليها الشيوعيون “حرب التحرير”. وفي ال 20 من يوليو 1946، شن تشيانج كاي شيك هجومًا واسعاً على الأراضي الشيوعية في شمال الصين بـ 113 لواءً (بإجمالي 1.6 مليون جندي).

    من خلال نشر استراتيجية “الدفاع السلبي”، تجنب الحزب الشيوعي الصيني معارك الخطوط الأمامية. معتمداً على الدعم الساحق لسكان المناطق الريفية المحيطة. حاول الحزب الشيوعي الصيني إنهاك قوات الكومينتانغ قدر الإمكان. نجح هذا التكتيك. وبعد عام تحول ميزان القوة بشكل ملحوظ إلى الحزب الشيوعي الجمهوري.

    في 1 أكتوبر 1949، أعلن ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وعاصمتها بكين. انسحب شيانغ كاي شيك مع ما يقرب من مليوني جندي قومي إلى جزيرة تايوان، وأعلنوا تايبيه عاصمة “مؤقتة” لـ “جمهورية الصين”.

    شبح الاضطرابات السياسية السابقة

    في ذلك الوقت، تقلص اقتصاد الصين التي تضم سدس سكان العالم إلى 5٪ فقط من الاقتصاد العالمي (مقارنة بـ 4.2٪ في الهند عام 1950).

    بسبب أهدافًها الغير واقعية انتهت حملة ماو “القفزة العظيمة للأمام” (1958-1962)، بالمجاعة الصينية الكبرى بين عامي 1959 و1961. وقد أشعل هذا الأمر معارضة تنقيحيه كبيرة داخل الحزب. كان التهديد المتوقع خطيراً للدرجة التي دفعت ماو أن يطلق “ثورة ثقافية” على مستوى البلاد (1966-1976) بقيادة شباب “الحرس الأحمر” لتطهير البلاد من العناصر التحريفية. أغرق هذا الأمة في نفور سياسي واجتماعي واقتصادي عميق.

    تبع وفاة ماو في عام 1976 إعلان لسياسة “الإصلاح والانفتاح” بواسطة دنغ شياو بينج في عام 1978. وقد استمد ثقته في هذه السياسة من النجاح السابق لتجارب “المسؤولية المنزلية”، التي جمعت بين الجماعية والمشروعات الخاصة.

    ولكن سرعان ما أدت المكاسب الاقتصادية الجامحة إلى التضخم والفساد والمحسوبية وانعدام المساءلة. كما أشعلت وفاة زعيم الحزب الشيوعي الصيني المؤيد للإصلاح هو ياو بانغ احتجاجات طلابية حاشدة في ميدان تيانانمن بدأت في أبريل 1989، تبعها احتجاجات مماثلة في العديد من المدن. لكن أدت هذه الأحداث إلى نهاية غير سعيدة في الرابع من يونيو 1989. حيث، تم نبذ الصين من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الأمة.

    لم الشمل العالمي ورد الفعل التالي 

    سرعان ما تم تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وبقية العالم، بعد زيارة الرئيس نيكسون المفاجئة للقاء الرئيس ماو في عام 1972، كاستراتيجية لعزل ومواجهة الاتحاد السوفيتي، العدو اللدود لأمريكا آنذاك. بعد ذلك بوقت قصير، اعترفت الولايات المتحدة رسميًا بجمهورية الصين الشعبية كدولة تمثل الصين في الأمم المتحدة، وتخلت عن حزب الكومينتانغ في تايوان.

    ن خلال رؤية أهداف التنمية المستقبلية للصين، ضاعف دينغ من استراتيجية الإصلاح والانفتاح في الصين من خلال “جولته الجنوبية” في عام 1992.

    على أمل أن يؤدي انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية إلى خلق صين أكثر ليبرالية، دعمت الولايات المتحدة في النهاية انضمام الصين الرسمي في 11 ديسمبر 2001.

    وبعدها أصبحت الصين “مصنع العالم”. 

    كانت هناك محادثات حماسية عن “صي-ميركيا”، حيث كان من المفترض أن يتحد كل من اقتصاد الصين وأمريكا.

    لكن الأوقات الجيدة لا تدوم طويلا. فمع نمو النفوذ العالمي للصين، وسيطرتها علي بحر الصين الجنوبي، وتساهلها في التعامل مع الملكية الفكرية، والرأسمالية التي تتبناها الدولة والتي تتعارض مع النظام الليبرالي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. بدأ الاعتقاد أن الصين تحاول النيل من أمريكا في منافسة بين القوى العظمى. وتضخم الحديث عن “التهديد الصيني” إلى أن وصل إلى ذروته، مما أدي إلى رد فعل معاكس من كلا الطرفين بنسبة 360٪ ومعهم الحلفاء الغربيين وشمل الخلاف مجالات متعددة مثل رفض مشاركة التقنيات مهمة مثل رقائق أشباه الموصلات المتطورة.

    الهدف المئوي الأول 

    استمرت احتفالات الذكري المئوية لبكين في تذكير الأمة بهدفيها تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.

    تهدف الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني إلى أن تصبح أمة ميسورة الحال بحلول عام 2021. وقد تحقق هذا الهدف إلى حد كبير.

    بعد انتشال 800 مليون صيني من الفقر يمثلون 60٪ من الإجمالي العالمي، تدعي الصين الآن أنها انتشلت جميع شعبها من الفقر الشديد باستخدام حد الفقر البالغ 2.30 دولارًا في اليوم وهو أعلى بقليل من الحد الأدنى الذي وضعه البنك الدولي 1.90 دولار أمريكي. يلتزم جميع المواطنين تقريبا بالحد المطلوب من التعليم بما يتناسب مع المستوى المتوسط في البلدان ذات الدخل المرتفع. يكاد يكون هناك وصول شامل للكهرباء ومياه الشرب الآمنة. كما انخفض معدل وفيات الأطفال بشكل كبير تبعا لتقارير الأمم المتحدة.

    على الرغم من الاستبداد الملحوظ والاضطرابات السياسية، فإن تحقيق عقود من المعجزات الاقتصادية والحكم الفعال لتحقيق نتائج ملموسة جعل الحزب الشيوعي الصيني يتمتع بدرجة عالية من الشرعية والشعبية بين الشعب الصيني. حيث حقق أحد أعلى التصنيفات العالمية من حيث دعم الشعب لحكومته وفقًا لـتقرير حديث من مدرسة هارفارد كينيدي.

    الهدف المئوي الثاني

    الذكرى المئوية الثانية في عام 2049 هي الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وعند هذه النقطة، تهدف الصين إلى أن تصبح “دولة اشتراكية قوية، ديمقراطية، متحضرة، متناغمة وحديثة”، وترغب في أن تكون بين القوى العظمى في العالم.

    ومع ذلك، تبدوا بداية الطريق وعرة وممتلئة بالمعوقات. مثل كبر عدد كبار السن، الديون المتزايدة، اختناقات الإنتاجية، عدم المساواة في الدخل، ندرة المياه، التدهور البيئي، والمآزق التكنولوجية مع العالم الذي أخد موقفا أكثر عدائية تجاه الصين.

    وبينما تدرك بكين تمامًا هذه الرياح المعاكسة، فإنها ترى أنه خلال العقود القليلة القادمة ستقدم تنمية لن يكون لها مثيل طوال هذا القرن.

    إن العالم المتقدم يُفسح المجال للاقتصادات النامية، والتي لا تزال آسيا وخاصة الصين تسيطر اقتصاديا عليها. حيث يوجد تسعة من أكبر عشرة موانئ للحاويات في آسيا، وسبعة منهم في الصين وحدها. وعلى الرغم من فصل المجموع الصفري، لا تزال الصين في قلب سلسلة التوريد والقيمة المترابطة والمتداخلة عالميًا، والتي سيتم تعزيزها من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تم تطويرها والاقتصاد العالمي الرقمي.

    يمكن التحكم في التركيبة السكانية المتدهورة في الصين من خلال التقدم في مجال الروبوتات، وتعديل سن التقاعد، والقوى العاملة الرقمية. بدعم المخزون هائل من رأس المال البشري الذي يشمل أكثر من40٪ من الخريجين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ومن المرجح أن تؤتي “الابتكارات المحلية” الصينية ثمارها في التقنيات المستهدفة. ووفقًا لصحيفة جنوب الصين الصباحية بتاريخ 16 يوليو 2021، فمن المقرر أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة في الإنفاق على البحث والتطوير بحلول عام 2025.

    من المقرر أن يرتفع معدل التحضر في الصين من 60.6٪ في عام 2019 إلى 65٪، مما يضاعف الطبقة المتوسطة من المستهلكين في الصين إلى 800 مليون بحلول عام 2035. وسيتم ربط جميع المدن التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون وما فوق عن طريق السكك الحديدية عالية السرعة مما يضاعف من حجم شبكة الطرق الضخمة المتواجدة حاليا (والتي تمثل بالفعل ثلثي إجمالي العالم) لتصل إلى 70000 كيلومتر على مدار الخمسة عشر عامًا القادمة.

    جزء لا يتجزأ من الهدف المئوي الثاني هو “الصين الجميلة والأكثر خضرة”، مع تعهدات بانبعاثات كربون أقصاها عام 2030 ومعادلة أثر الكربون بحلول عام 2060.

    المعتقدات الأساسية

    اكتسب الحزب الشيوعي الصيني الثقة والقناعة منذ أن أطلق دنغ شياو بينغ استراتيجية الإصلاح والانفتاح في عام 1978، ملتزماً باستراتيجية مضمونه وهي “عبور النهر بعد تحسس الصخور التي تخطوا عليها”. يتم أولاً تجربة الأفكار الجديدة كليا بطريقة محكومة ومحدودة قبل طرحها على المستوى الوطني.

    وتتعلم هذه الإستراتيجية من انهيار الاتحاد السوفييتي السابق والذي عجل بانهياره استخدام استراتيجية “الإصلاح السريع” المستوحاة من أمريكا لتحويل كل من الاقتصاد (البيريسترويكا) والسياسة (الجلاسنوست)، وكل ذلك في غضون 500 يوم.

    يتم خدمة قيادة الحزب الشيوعي الصيني من خلال نظام مجرب جيدًا من الجديروقراطية التنافسية القائم على عقود من سجلات الأداء في مجموعة متنوعة من الأدوار. العديد من هذه الأدوار -مثل منصب سكرتير الحزب في الأقاليم التي تصل لحجم أكبر من بعض البلدان- تشتمل على مهارات سياسية وإدارية معقدة. يتم الحفاظ على القيادة البقاء على قدم وساق من الاستعداد عن طريق تجديد دمائها باستمرار للبقاء في الطليعة. الرئيس شي نفسه شق طريقه بهذه الطريقة. لم يتم تعيينه مسبقًا أو إنتخابه مسبقًا.

    مع الإخفاقات الناشئة للديمقراطيات الغربية المعادية في معالجة النزاعات المحلية والدولية، أصبح الحزب الشيوعي الصيني أكثر اقتناعًا بـ “نظرية القط الأسود والأبيض” لدينغ – والتي تنص على أن أي قط يصطاد الفئران هو قط جيد.

    لصين تنص على “الديمقراطية” في دستورها، وفي هدفها المئوي الثاني. وفي عهد الرئيس شي تم التأكيد مرارًا وتكرارًا على حتمية “الشعب أولاً”. إذ أن الهدف النهائي للديمقراطية هو تغيير حياة معظم الناس إلى الأفضل. فإن الحزب الشيوعي الصيني يخدم الصين بشكل جيد. ليس لدى الشعب الصيني أي سبب لابتلاع الكوكا كولا الأمريكية صاحبة المذاق الواحد للجميع، كما قال وزير الخارجية وانغ يي مؤخرًا.

    شاركها.